الثلاثاء, 8 سبتمبر 2009
حامد القرشي - مكة المكرمة
بمجرد أن تتجول في شوارع وازقة مكة المكرمة إلا وتجد الكثير من الشباب الذين استغلوا قدوم شهر رمضان المبارك خلال الاجازة الصيفية، وقاموا بالعمل خلال هذا الشهر الفضيل في بيع البليلة او الكبدة او عمل الساندويشات. حيث دأب شباب مكة المكرمة على استثمار المواسم في عمل يقضي على وقت فراغهم من جهة ويدر عليهم دخلا ماديا من جهة أخرى.
الاعتماد على النفس
يقول عبدالله صالح (12عاما)، ويعمل في ساندويشات الكبدة بأحد شوارع العزيزية، بل ويعامل المعتمرين بلغاتهم ولهجاتهم المختلفة: انا اعمل هنا واساعد اهلي واخواني واتعلم كل يوم شيئا جديدا. وحين سألناه عن المشاكل التي قد يواجهها ضحك قائلا: انه حين يراني البعض أعمل السندويشات واقدم الطلبات للزبائن يظنون انني زبون لدى البسطة ولا يتيقنون باني البائع حتى اخبرهم بالسعر وحينها أرى الدهشة الحقيقة على وجوههم حتى ان بعضهم يقوم بنفسه بجلب ما يريده رغبة منه في عدم التكليف علي.
موسم ذهبي
اما الشاب محمد الحربي فقد صادفناه امام بسطته الصغيرة التي يبيع فيها البليلة حيث قال ان شهر رمضان الكريم وكما يعلم الجميع هو موسم ذهبي للعمل في مكة المكرمة، فالوضع الاقتصادي المنتعش يدفع الجميع الى العمل بجد واجتهاد وهي فرصة حقيقية يجب الا تفوت على شباب مكة،
وقديما كان اجدادنا يتركون اعمالهم الأساسية ويتجهون للعمل مع الزوار والمعتمرين سواء في البيع والشراء او في تقديم الخدمات الأخرى. وعن الصعوبات التي قد يواجهونها اثناء عملهم قال محمد انه ولله الحمد لا يواجه أي مشكلة إطلاقا، مشيرا الى انه ابسط شيء نقدمه للزوار والمعتمرين هو الابتسام في وجوههم واحساسهم بالمحبة.
متعة خاصة
اما الشاب موفق محمد ذو السبعة عشر ربيعا فقد التقيناه أمام بسطة السوبيا، فيقول: إن العمل في شهر رمضان المبارك له متعته الخاصة، فتجد معظم الشباب و خاصة من طلاب المدارس والذين يتمتعون بالاجازة المدرسية يتجهون لزيادة دخلهم ودخل اسرهم من خلال فتح بسطة سواء سوبيا او كبدة او بليلة فمن خلال هذه المباسط نقوم بشراء ملابس العيد والعديد من الاحتياجات الخاصة بنا وأبان موفق أننا نعمل من بعد صلاة العصر الى ما قبل موعد الافطار و آخرون يقومون بعرض مباسطهم من بعد صلاة العشاء إلى حين موعد وجبة السحور.
تعارف ومعرفة
وأضاف الشاب عبدالعزيز القيسي وهو الذي يعمل بالأجر في احد المحلات بالمنطقة المركزية حين قال اننا نستمتع بالعمل في شهر رمضان الكريم لأن له لذة كبيرة تتمثل في اختلاطنا مع الأجناس الأخرى من المعتمرين وتعاملنا معهم وكلنا أمل اثناء ذلك في أن نعكس صورة طيبة عن ابناء هذا الوطن المعطاء حتى يعود المعتمر الى بلاده وهو قد رسم عنا افضل صورة من حيث عاداتنا وتقالدينا وتعاملنا معه واحترامنا. وأردف القيسي أنه استفاد من هذا العمل في اكتساب لغات جديدة من حيث الاختلاط بالمعتمرين من عدة جنسيات مختلفة.